كتب ديفيد هيرست أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة تحولت إلى عملية إبادة جماعية لا تعترف بقوانين دولية أو قيود إنسانية، حيث تقصف إسرائيل المدنيين بلا تمييز وتمنع وصول المساعدات. وأوضح أنّ المشهد يعكس عقيدة عسكرية تقوم على محو كل مظاهر الحياة، معتمدة على دعم سياسي غربي وصمت دولي يسهّل استمرار العدوان.
أشار موقع ميدل إيست آي إلى أنّ إسرائيل تبرر جرائمها بلغة "الدفاع عن النفس"، بينما تحاصر مليونين ونصف المليون إنسان في غزة، وتغلق أمامهم أبواب النجاة. وأكد أنّ الحملة العسكرية الحالية تجاوزت حدود أي مواجهة سابقة، بعدما استخدمت إسرائيل قنابل محرمة وأسلحة ثقيلة في مناطق مكتظة بالمدنيين، فحوّلت المدارس والمستشفيات إلى مقابر جماعية.
أوضح هيرست أنّ المشهد لا يمكن وصفه سوى بأنه خطة ممنهجة لإبادة شعب بأكمله، إذ يستهدف الجيش البنى التحتية الأساسية مثل الكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحي، ما يضاعف الكارثة الإنسانية. كما كشف أنّ إسرائيل تستغل حالة الانقسام الدولي، حيث ينشغل العالم الغربي بتبرير "حق إسرائيل في الدفاع" بينما تتجاهل الحكومات الكبرى أرقام القتلى والجرحى والنازحين.
حلّل الكاتب دوافع هذه الحرب، مؤكداً أنّ الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو تتعامل مع غزة كملف وجودي، وتسعى إلى حسمه عبر سحق المقاومة واقتلاع السكان من أرضهم. واعتبر أنّ الهدف ليس فقط القضاء على حركة حماس، بل دفع الفلسطينيين إلى الاستسلام تحت وطأة الجوع والخوف والدمار.
أبرز هيرست أنّ الإعلام الغربي يشارك في التغطية على جرائم الاحتلال عبر تبنّي خطاب متحيز، إذ يعرض صور الضحايا دون تسمية الجناة، ويغفل أنّ إسرائيل قصفت مئات المباني المدنية، بينها مقرات أممية ومستشفيات مثل الشفاء والقدس. كما أشار إلى أنّ ما يجري يتناقض مع القوانين الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين أو استخدام العقوبات الجماعية.
سلّط الكاتب الضوء على البعد السياسي داخل إسرائيل، حيث يستخدم نتنياهو الحرب كأداة للبقاء في السلطة، متجاهلاً الأزمات الداخلية والاحتجاجات الشعبية. وأوضح أنّ الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق إنجاز عسكري حاسم رغم وحشية القصف، إذ لا تزال المقاومة قادرة على إطلاق الصواريخ وشن هجمات داخلية، ما يعكس مأزقاً استراتيجياً لإسرائيل.
أكد هيرست أنّ غزة تحولت إلى رمز عالمي للمظلومية والكرامة، بعدما أثارت صور الأطفال تحت الأنقاض موجة تضامن شعبي عابر للحدود. وأشار إلى أنّ مئات الآلاف خرجوا في مظاهرات من لندن إلى نيويورك، مطالبين بوقف الحرب ومحاسبة إسرائيل. ورأى أنّ هذا الضغط الشعبي سيغيّر في النهاية حسابات الحكومات الغربية، حتى وإن حاولت تجاهل الأصوات الغاضبة.
لفت الكاتب إلى أنّ الجرائم المرتكبة في غزة لن تمر بلا تبعات قانونية، إذ تتراكم الملفات في المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. وأوضح أنّ العالم يواجه اختباراً أخلاقياً وتاريخياً: إمّا أن يفرض محاسبة على إسرائيل، أو يكرّس منطق القوة والقتل كأداة سياسية مشروعة.
اختتم هيرست مقاله بالقول إنّ إسرائيل قد تكسب جولة عسكرية لكنها تخسر معركة الشرعية الدولية، لأن مشاهد الإبادة التي تبثها الشاشات لن تُمحى من ذاكرة الشعوب. وأكد أنّ غزة، رغم الدمار الهائل، لا تزال صامدة وتقاوم، ما يجعل المشروع الإسرائيلي محكوماً بالفشل على المدى البعيد.
https://www.middleeasteye.net/opinion/Netanyahu-mission-seize-the-middle-east-will-anyone-stop-him